| تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| |
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:58 pm | |
| ثانيًا: حاول بعض النقاد التشكيك في كتابة هذا السِفر بواسطة القديس يوحنا في أفسس بدعوى أن القديس قد استشهد مع أخيه يعقوب على يديّ هيرودس أغريباس الأول سنة 44م في أورشليم، مُقدمين بعض الدلائل التي يمكن الرد عليها: 1. جاء في مرقس39:10 أن يعقوب ويوحنا يشربان الكأس التي يشربها ربنا يسوع، قائلين بأن هذا يعني أن يوحنا كان يجب أن يستشهد مع أخيه، وإلا كان القديس مرقس قد التزم بتغيير النص. ويُرد على ذلك بأن القديس مرقس مُلتزم بكتابة نص كلمات السيد المسيح تمامًا، وليس من حقه تغيير النص، تاركًا للقارئ التفسير. فإن الكأس التي قصدها الرب كانت نبوة عن الآلام التي احتملها التلميذان، وليس بالضرورة البلوغ حتى الاستشهاد بسفك الدم[17]. هذا ولو أن هيرودس قتل الأخوين معًا لما اكتفى لوقا (كاتب سفر الأعمال) بذكر قتل يعقوب وحده، وإنما كان قد ذكر الأخوين معًا، "فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف، وإذ رأى أن ذلك يُرضي اليهود عاد فقبض على بطرس أيضًا" (أع 2:12، 3). 2. اعتمدوا على عبارة موجزة وردت في كتابات كاتبين متأخرين هما فيلبس الصيديPhilip of Side من القرن الخامس، وجورج همرتوليسGeorge Hamartolus من القرن التاسع، فيها نسبا لبابياس أن يوحنا ويعقوب قتلهما اليهود. ويرد على ذلك بأن ما ورد في هذا الشأن لا يُمكن أخذه بجدية إذ عُرف عن الكاتبين أنهما غير مدققين كمؤرخين[18]. ويقولC. K. Barrett أن إيرينيؤس ويوسابيوس عرفا كتابات بابياس ولم يذكرا شيئًا عن استشهاد يوحنا[19]. ومما يشكك في الأمر أن فيلبس لقب يوحنا باللاهوتي بينما لم يكن هذا اللقب قد عُرف به القديس يوحنا في أيام بابياس (القرن الثاني)؛ أما جورج فلم يأخذ ما كتبه عن بابياس في هذا الشأن بجدية، إذ عاد فتحدث عن القديس يوحنا أنه رقد بسلام (دون استشهاد). 3. جاء في أعمال الشهداء السرياني (سنة 411)[20] تذكار القديسين يوحنا ويعقوب في نفس اليوم، أي 27 ديسمبر، كرسولين في أورشليم، كما جاء في تقويم قرطاجنّة (حوالي 505م)[21] تذكار يوحنا المعمدان ويعقوب في نفس اليوم (27 ديسمبر)، فحسب بعض الدارسين أن التقويم أخطأ في تلقيبه بالمعمدان، كما جاء في عظة للأب أفراهات[22] أن الذين استشهدوا من الرسل غير اسطفانوس وبطرس وبولس هما اثنان يوحنا ويعقوب. يرد على ذلك بأنه في كل هذه حدث لبس بين القديسين يوحنا المعمدان ويوحنا الرسول. أما الدلائل الإيجابية على أن الرسول يوحنا لم يستشهد مع أخيه فهي: 1. ذُكر القديس يوحنا بين أعمدة الكنيسة في غلاطية 9:2، وكان ذلك بعد سنة 44م. 2. جاءت اكتشافات علماء الآثار النمساويين لمقبرة القديس يوحنا بأفسس تسند الفكر الكنسي التقليدي[23]. 3. جاء عن بوليقراطيسPolycrates أسقف أفسس أنه كتب إلى فيكتورينوس أسقف روما حوالي سنة 190م، يؤكد أن الرسول يوحنا عاش في أفسس وتنيح فيها[24]. أما من جهة تاريخ كتابة السفر فبحسب الفكر الكنسي كان في أواخر حياة القديس يوحنا. هذا وواضح من السفر أنه كُتب بعد خراب هيكل اليهود في أورشليم عام 70م (راجع يو19:2، 20؛ 21:4)؛ وربما بعد طرد المؤمنين من مجامع اليهود، الأمر الذي تم حوالي سنة 85م حتى سنة 90م (راجع يو22:9؛ 2:16). غاية الكتابة 1. يذكر لنا الإنجيلي غاية كتابته للسفر قائلاً: "لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن اللَّه، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (31:20). ويلاحظ في هذا النص الإنجيلي الآتي: أ. جاءت كلمة "تؤمنوا" في اليونانيةpioteonte وذلك في النسخ السينائية والفاتيكانية وKoredethi في صيغة الحاضر لا الماضي، لتعني أن الإنجيل كتب لتثبيت إيمان قائم فعلاً[25]. فهو لم يقدم إيمانًا جديدًا، إنما أراد تثبيت إيمان الكنيسة الذي تعيشه حتى لا ينحرف أحد عنه. ب. موضوع الإيمان أن يسوع هو المسيح، وأنه ابن اللَّه. وكما يقول[26]W. C. Van Unnik أن كلمة "المسيح" لا تعنى لقبًا مجردًا، إنما تعنى بالضرورة "الواحد الممسوح"، "الملك الممسوح"، الأمر الذي كان اليهود يدركونه دون الأمم، أما كلمة "ابن اللَّه" فيدركها بالأكثر العالم الهيليني. على أي الأحوال ارتباط اللقبين معًا كان ضروريًا لتثبيت إيمان من كانوا من أصلٍ يهوديٍ أو أمميٍ، إذ يدرك كل مؤمن أن يسوع هذا هو موضوع كل النبوات القديمة، وهو ابن اللَّه الواحد معه في ذات الجوهر، قادر على تقديم الخلاص وتجديد الخلقة. هذا وقد لاحظ الدارسون أن كلمة "المسيا" قدمت في هذا الإنجيل وحده دون ترجمة بل كما هي، وكأن القديس يوحنا أراد أن يؤكد أن اللقب هنا إنما عني ما فهمه اليهود. لذا نجده يقدم لنا حديث فيلبس لنثنائيل: "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء" (45:1)؛ ودعوة أندراوس لأخيه سمعان بطرس: "قد وجدنا مسيا، الذي تفسيره المسيح" (41:1). هذه هي صورة ربنا يسوع في هذا الإنجيل منذ بدايته، صورة مسيانية[27]. هذه الصورة عن يسوع بكونه المسيا الملك الذي طال انتظار اليهود لمجيئه أكدها الإنجيلي في أكثر من موضع. ففي دخول السيد أورشليم "كانوا يصرخون: أوصنا، مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل... هذا الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً؛ ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه" (13:12-16). وأمام بيلاطس اعترف السيد بمملكته (33:18-37)؛ وقد دين كملكٍٍ لليهود (3:19، 12-15، 19، 20). القديس يوحنا وحده هو الذي أخبرنا أن الجموع طلبته لتقيمه ملكًا فانسحب من وسطهم (15:6)، لأن فهمهم للملك المسياني مختلف عن قصده هو. هذه الصورة التي قدمها الإنجيلي يوحنا عن ربنا يسوع بكونه "المسيا الملك" الذي طال انتظار اليهود لمجيئه، جعلت بعض الدارسين ينادون بأن يوحنا كرجل يهودي كان مرّ النفس بسبب العداوة التي أظهرها اليهود نحو يسوع. هذا ما نادى به لورد شارنوودLord Charnwood سنة 1925، غير أن بعض الدارسين مثل ف. تيلور فيرى أن هذا الهدف لم يكن رئيسيًا، إنما كان القديس يوحنا مرّ النفس من نحو كل من حمل عداوة ليسوع سواء كان يهوديًا أو غير يهودي. ودارسون آخرون مثل[28]J. A. T. Robinson نادوا بأن الرسول قصد المسيحيين الذين من أصل هيليني ولم يوجه إنجيله لليهود. ج. غاية هذا السفر تأكيد لاهوت السيد المسيح، بكونه ابن اللَّه الوحيد الجنس، لكن لا لمناقشات نظرية أو مجادلات فلسفية، وإنما للتمتع بالحياة باسمه. إيماننا بلاهوته يمس حياتنا وخلاصنا نفسه، لذلك جاءت أول عظة بين أيدينا بعد كتابة العهد الجديد تبدأ بالكلمات[29]: [يليق بنا أيها الاخوة أن نفكر في يسوع المسيح بكونه اللَّه، ديان الأحياء والأموات. يلزمنا ألا نقلل من شأن خلاصنا، لأننا عندما نقلل من (السيد المسيح) إنما نتقبل منه القليل[30].] كأن هذا السفر جاء يعلن بأكثر وضوحٍ وإفاضة ما قدمه لنا الإنجيليون الآخرون، معلنًا لنا الجانب اللاهوتي. وكما يقول العلامة أوريجينوس: [إن أحدًا من هؤلاء لم يعلن لنا لاهوته بوضوح كما فعل يوحنا، إذ خلاله يقول: "أنا هو نور العالم"، "أنا هو الطريق والحق والحياة"، "أنا هو القيامة"، "أنا هو الباب"، "أنا هو الراعي الصالح"، وفي الرؤيا: "أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر"[31].] بمعنى آخر، قدم لنا هذا السفر علاقة الابن الأزلية مع الآب، ومعنى هذه العلاقة الفريدة في حياة المؤمنين، ودورها في خلاصهم. أراد الإنجيلي بالكشف عن شخصية السيد المسيح كابن اللَّه الوحيد أن نؤمن به فنخلص، ونحيا أبديًا (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وقد أبرز الإنجيلي أن معاصري السيد المسيح أنفسهم لم يدركوا كمال حقيقته كما ينبغي ولا مغزى كلماته وتصرفاته الفائقة للعقل. أقرباؤه حسب الجسد مثل أمه واخوته (أبناء خالته)، وأصدقاؤه، ومعلمو اليهود، والكهنة، وأيضًا المرأة السامرية، وبيلاطس بنطس... هؤلاء جميعًا لم يدركوا كلماته وذهلوا أمام تصرفاته[32]. v أتجاسر فأقول يا إخوتي أن يوحنا نفسه لم يتحدث في الأمر كما هو، إنما قدر استطاعته فقط. لأنه كان إنسانًا يتحدث عن اللَّه، حقًا مُوحى إليه من اللَّه، لكنه لا يزال إنسانًا[33]. القديس أغسطينوس د- حافظ الله على حياة هذا الرسول ولم يسمح باستشهاده مبكرًا مع بقية التلاميذ ليقدم للكنيسة الصبية الحق في شيء من الإيضاح (إنجيل يوحنا)، ويدخل بها إلى يوم الرب لتعاين السماء المفتوحة (سفر الرؤيا). v ألا ترون أنه ليس بدون سبب أقول إن هذا الإنجيلي يتحدث إلينا من السماء؟ انظروا فقط في البداية عينها كيف يسحب بها النفس، ويهبها أجنحة، ويرفع معه ذهن السامعين. فيقيمها فوق كل الأشياء المحسوسة، أعلى من الأرض والسماء، ويمسك بيدها، ويقودها إلى أعلى من الملائكة أنفسهم والشاروبيم والسيرافيم والعروش والسلاطين والقوات، وفي كلمة يحثها على القيام برحلة تسمو فوق كل المخلوقات[34]. القديس يوحنا الذهبي الفم v كان بولس سماءً عندما قال: "محادثتنا في السماء" (في 20:3). يعقوب ويوحنا كانا سماوات، ولذا دعيا ابنيّ الرعد (مر17:3)، وكان يوحنا كمن هو السماء فرأى الكلمة عند اللَّه[35]. القديس أمبروسيوس عاش القديس يوحنا حتى نهاية القرن الأول، كآخر من رقد بين تلاميذ السيد المسيح ورسله. وقد عاصر الجيل الجديد من المسيحيين، فكان هو - إن صح التعبير - حلقة الوصل بين العصر الرسولي وبدء عصر ما بعد الرسل. لقد أراد أن يقدم الكلمة الرسولية النهائية عن شخص المسيا، وأن يحفظ الكنيسة من تسلل بعض الأفكار الخاطئة. يرى بعض الدارسين أن الإنجيلي قصد مواجهة بعض الحركات الغنوسية مثل الدوناتست(الدوسيتيون) Docetism، إذ نادى هؤلاء باستحالة أن يأخذ الكلمة الإلهي جسدًا حقيقيًا، لأن المادة في نظرهم شرّ. لذلك أكد الرسول في إنجيله أن يسوع وهو ابن اللَّه بالحقيقة قد تجسد أيضًا حقيقة، ولم يكن خيالاً، إذ يقول: "الكلمة صار جسدًا". ما كان يمكننا أن نتمتع بالخلاص ما لم يحمل طبيعتنا فيه، ويشاركنا حياتنا الواقعية. لقد أبرز الإنجيلي السيد المسيح في عرس قانا الجليل وهو يقوم بدور خادم الجماعة. لقد حوَّل الماء خمرًا، وهو عمل فيه خلق، لكنه قام به خلال الخدمة المتواضعة غير منتظرٍ أن يأخذ المتكأ الأول. وعلى بئر سوخار ظهر متعبًا وعطشانًا، وعند قبر لعازر تأثر جدًا بعمقٍ وبكى، وفي العلية غسل أقدام التلاميذ، وعلى الصليب عطش. غاية هذا السفر الربط بين يسوع التاريخي والمسيح الحاضر في كنيسته. محولاً الأحداث التي تمت في حياة ربنا يسوع للإعلان عن شخصه بكونه رب المجد العامل في كنيسته[36] أهداف أخرى للسفر يرى البعض أنه قامت خمس نظريات خاصة بغاية هذا السفر، وهم: 1. انطلاق المؤمن بالإيمان بالسيد المسيح ابن الله المتجسد إلى عربون الحياة الأبدية والتمتع بالسماويات كما أوضح الإنجيلي نفسه (يو 20: 30-31). هذا ما تحدثنا عنه قبلاً. 2. الرد على الهرطقات والبدع المعاصرة واليهود المقاومين، والدفاع عن الإيمان المسيحي. وسنتحدث عن هذه النظرية فيما بعد. 3. نظرية تكميل ما ورد في الأناجيل الثلاثة الإزائية الأخرى. وقد مال إليها يوسابيوس القيصري[37] والقديس جيروم[38]. يصعب القول أن هذا هو ما هدف إليه الإنجيلي. حقًا لقد أمدنا بإعلان الروح القدس بأحاديث وحوار للسيد المسيح مع بعض الشخصيات والجماعات تكشف لنا عن شخص السيد المسيح وعمله الخلاصي وإمكانياته الإلهية التي قدمها لنا وهباته الفائقة وإرساله روحه القدوس وسكنى الثالوث القدوس فينا. قدم لنا فيضًا من اللاهوت الحي العملي الرائع، ومعرفة لاهوتية كاملة. يوجد تقليد قديم يقول إن القديس يوحنا كتب إنجيله بناء على طلب أساقفة آسيا الصغرى شركائه في الخدمة، إذ يقول القديس أكليمنضس الإسكندري(حوالي سنة 190م): [إن يوحنا، آخر الكل، إذ أدرك الحقائق الخارجية التي كشفتها الأناجيل (الأخرى)، حثه تلاميذه كما أوحىإليه الروح ليكتب إنجيلاً روحيًا[39].] كأن تلاميذه وشركاءه في الخدمة بآسيا سألوه أن يسجل لهم تفسيرًا لاهوتيًا لما سبق فكتبه الإنجيليون الآخرون تاريخيًا. هذا وإن كان كل إنجيلي سجل سفره بالروح القدس ليحمل فكرًا لاهوتيًا متمايزًا ومتكاملاً مع الأناجيل الأخرى. 4. مال القديس أكليمنضس السكندري إلى ما يدعوه البعض بنظرية التعليم، حيث يقدم السيد المسيح المعلم. هذه حقيقة لكنه ليس بالمعلم الذي يقدم معلومات خارجية، إنما الذي يضم تلاميذه إليه كأعضاء جسده، يختبرون حياته كحياةٍ لهم. 5. نظرية مواجهة الفلسفات المعاصرة للتوفيق بين الفلسفة والإيمان المسيحي. لسنا نظن أن هذا هو الهدف من وحي الروح القدس لهذا السفر، إنما غايته تقديم الحق الإنجيلي الإلهي. لا يعني أن هذا الحق يرفض ويقاوم كل الفلسفات، إنما يغربلها ويرفض ما فيها من باطل. وقد انبرت مدرسة الإسكندرية، خاصة في عصر القديس اكليمنضس السكندري تكشف عن إمكانية التزاوج بين الإيمان الحي والفلسفة بما فيها من حقٍ وليس بما أفسده الإنسان من أوهامٍ وخيالاتٍ[40]. الرد على الهرطقات والبدع المعاصرة واليهود المقاومين يرى بعض آباء الكنيسة مثل القديس إيرينيئوس أسقف ليون[41] والقديس جيروم[42] وفيكتورينوس من بيتَّاوVictorinus of Pattau وغيرهم أن غاية هذا السفر هو الرد على الهرطقات والبدع المعاصرة في أيامه واليهود المقاومين للكنيسة. يقول فيكتورينوس من بيتَّاو في أواخر القرن الثالث وبدء القرن الرابع: [كتب يوحنا الرسول إنجيله بعد سفر الرؤيا، وذلك بعد أن نشر كل من الهراطقة فالنتينوس وكيرنثوس وإبيون وآخرون من مدرسة الشيطان تعاليمهم في كافة أنحاء المسكونة، مما اضطر الأساقفة الذين في البلاد المجاورة أن يجتمعوا إلى القديس يوحنا واضطروه أن يكتب إنجيل شهادته[43].] حقًا لقد قام الرسول بالدفاع عن الإيمان المسيحي في مواجهة عدة جماعات مقاومة للكنيسة، لكن السفر في جوهره هو عطية الروح القدس الذي أوحى للإنجيلي أن يكشف عن الحق الإلهي الذي يمس خلاصنا، ولا يقف عند الجانب السلبي. ومما لا شك فيه أن هذا السفر يبقى دومُا مصدرًا حيَّا تنهل منه الكنيسة في دحض البدع عبر العصور. ففي رد القديس إيرينيئوس على الهرطقات اقتبس أكثر من 100 شاهدًا منه. وأيضًا كلٍ من هيبوليتس والقديس أثناسيوس الرسولي والقديس كيرلس الكبير، كما استخدمه كثيرًا القديس اكليمنضس السكندري. أولاً: الرد على اليهود المقاومين | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:59 pm | |
| | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:00 pm | |
| | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:00 pm | |
| | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| |
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:02 pm | |
| | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:02 pm | |
| | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| |
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:04 pm | |
| لم يصف لنا هذا الإنجيل انقضاء الدهر ونهاية العالم، أو مجيء السيد المسيح الأخير للدينونة، لكنه كشف عن الحياة الإنقضائية خلال العمل الخلاصي الذي نتمتع به بالصليب، فنتذوق الحياة الأبدية خلال عربونها هنا، ونختبر أمجادها كحياة تمارس هنا: · إعلانه عن مجد المسيح(1: 14؛ 2: 11؛ 11: 4، 40)، إنما يدخل بالكنيسة إلى تذوق عربون الحياة الأبدية التي فيها نرى السيد في كمال مجده ونتعرف على أسراره. · الخلاص في حقيقته هو ارتفاع فوق الزمن، وغلبة على الموت، خلال الإيمان العامل، إذ يقول: "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة"(24:5). · تتحقق الحياة الإنقضائية بالنسبة لنا خلال ما نلمسه من الآتي: أ - أن رئيس هذا العالم قد دين (18:3،19). ب- أن رئيس هذا العالم يطرح خارجًا (31:12؛33:16). · يعلن الإنجيلي أن ملء الزمان قد جاء والتاريخ قد تم خلال موت السيد المسيح على الصليب. من يتذوق "إنجيل يوحنا" يجد نفسه قد ارتفع إلى الحياة الإنقضائية فعلاً -خلال عربونها- فيشاهد في أعماقه المسيح الممجد، ويختبر الغلبة الحقيقية على الموت كما على محبة هذا العالم، وعلى عدو الخير إبليس الذي تسلط على العالم زمانًا، والآن قُيّد وطرح خارجًا، ليس له موضع في داخلنا. صليب ربنا يسوع المسيح دخل بنا إلى هذه الخبرة السماوية الحية. v ألا ترون أنه ليس بدون سبب يتحدث هذا الإنجيلي إلينا من السماء؟ انظروا كيف أنه منذ البادية يسحب نفوسنا ويهبها أجنحة ويصعد بأذهان سامعيه معه. إذ يصعد بها إلى ما هو أعلي من كل المحسوسات، أعلي من الأرض والسماء، ويمسك بيدها ويقودها فوق الملائكة أنفسهم، فوق الشاروبيم والسيرافيم، فوق العروش والرؤساء والسلاطين؛ وفي اختصار يقودها إلى رحلة تعبر فوق كل المخلوقات[66]. القديس يوحنا الذهبي الفم ظنC.H. Dodd[67] أن يوحنا أراد تصحيح مفهوم النظرة الكنسية الاسخاتولوجية (الإنقضائية)، فقدم "إسخاتولوجي محققrealized eschatology"، بمعنى أن الاسخاتولوجي هو حقيقة حاضرة أكثر منه مجرد رجاء مستقبلي. لكن الدارسين رفضوا هذا كغاية رئيسية للإنجيل، خاصة وأن السفر مع تقديمه للحياة الأخروية كحياة تُختبر في الحاضر خلال عربونها لم يتجاهل الحياة الأبدية الأخروية المستقبلية (25:5-29)، إنما يسير الاتجاهان جنبًا إلى جنب[68]. إنجيل يوحنا والآيات نجد في الأناجيل السابقة فيضًا من الآيات التي صنعها السيد المسيح، خلالها يعلن حنانه الإلهي ومحبته الفائقة للبشر، والرسول هنا بالرغم من معرفته لآياتٍ كثيرة صنعها رب المجد لكنه انتقى منها سبع آيات (والبعض يعتبرها ثمان آيات) ليعرضها في إنجيله، فنتقبل الإيمان بالسيد المسيح. إذ يقول: "وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب، وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن اللَّه، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياه باسمه"(30:20، 31). "وأشياء أُخر كثيرة صنعها يسوع إن كُتبت واحدة واحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة"(25:21). واضح إذن أن السيد قدم آيات ليدخل بنا إلى الإيمان، فننعم بالحياة الأبدية، الأمر الذي لمسه نيقوديموس، فقال: "ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن اللَّه معه"(2:3). كما أكد السيد المسيح نفسه: "لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب"(48:4).فقد أشهد هذه الآيات ضد الجاحدين، قائلاً: "لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية"(24:15). لقد أدرك رؤساء الكهنة والفريسيون دور هذه الآيات في حياة الناس، إذ قالوا: "ماذا نصنع، فإن هذه الإنسان يعمل آيات كثيرة، إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به؟!"(47:11، 48). المعجزة المعنى 1- تحويل الماء خمرًا 1:2-11. تجديد الطبيعة البشرية واتسامها بالفرح الأبدي. 2- شفاء ابن الغني 47:4-54. الإيمان شرط الحياة الأبدية. 3- شفاء مفلوج بيت حسدا 1:5-9. قوة الحياة الجديدة. 4- إشباع الجموع 14:6-1 (مت 13:14-21؛ مر 32:6-44؛ لو 10:9-17). المسيح الخبز الحي. 5- المشي على المياه 15:6-21 (مت 22:14-36، مر 45:6-56). المسيح قائدنا في الطريق الملوكي. 6- شفاء المولود أعمى 1:9-41. المسيح نور الحياة. 7- إقامة لعازر 1:11-44. المسيح قيامتنا غالب الموت. 8- صيد السمك 1:21-14. الشركة الكاملة في الحياة الجديدة. قانونية السفر قبلت الكنيسة الجامعة هذا الإنجيل سفرًا قانونيًا منذ البداية ولم يلحق ذلك أدنى شك. فقد جاءت الشهادات الكنسية، حتى من الهراطقة والوثنيين تنسب السفر للقديس يوحنا الرسول، منذ بدء القرن الثاني، أي بعد كتابته بفترة وجيزة، ولم يشذ عن ذلك سوى جماعة الألوجين "Algi" كما أشار القديس أبيفانيوس[69]، الذين رفضوا السفر لتعارضه مع عقيدتهم في اللوغوسLogos. ولا يُعرف إن كان الألوجيون هؤلاء هم جماعة أم مجرد شخص، لكن على أيالأحوال لم يكن لهم صوت مسموع في العالم أو في الكنيسة. أولاً: شهادة الكنيسة الجامعة والهراطقة جاءإنجيليوحنا ضمن المخطوطات اليونانية القديمة الخاصة بالعهد الجديد كالنسختين السينائية والفاتيكانية، المنسوختين عن أقدم منهما. كما جاءت المخطوطات الخاصة بالترجمة للعهد الجديد والتي ترجع أحيانًا للقرن الثاني أو الثالث مثل السريانية واللاتينية تضم هذا السفر. أما عن شهادة آباء الكنيسة الأولي، فلا نجد بينهم صوتًا يتشكك في قانونيته أو نسبته لغير القديس يوحنا، نذكر على سبيل المثال: v القديس إيرينيؤس أسقف ليون في القرن الثاني، بنى دفاعه ضد الغنوسيين على إنجيل يوحنا، وشهد أن الأناجيل القانونية أربعة، كما شهد أن القديس يوحنا قام بنشره في أفسس[70]. v اقتطف بعض الآباء عبارات مباشرة من هذا السفر، أو استخدموها دون ذكر النص، كما جاء في رسالة برناباس، كتاب الراعي لهرماس، وفي بابياس، واكليمنضس الروماني، والقديس يوستين الشهيد، وثاوفيلس الأنطاكي، والقديس أغناطيوس الأنطاكي، والقديس بوليكربس، والعلامة ترتليان، والعلامة أوريجينوس، والقديس اكليمنضس الإسكندري v جاءت شهادة وثيقة موراتورىMuratorian Canon في القرن الثاني (حوالي 170 - 200 م) عن كاتب السفرأنهالقديس يوحنا، لها قوتها. v اقتبستاتيانتلميذالقديس يوستين الكثير من هذا السفر، وبدأ عمله "الدياتسرونDiatessaron" بافتتاحية إنجيل يوحنا. v اقتبس منه الكثير من الهراطقة مثل هيراكليون ومعلمه فالنتينوس وباسيليدس (سنة 125 م)، وأيضًا الكتابات الغنوسية مثل إنجيل الحق. | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:05 pm | |
| ثانيًا: شهادة الوثنيين استمد الفيلسوف الوثنيصلسس، عدو المسيحية، في كتابه ضدها حوالي سنة 178م المادة التي هاجم بها من الأناجيل الأربعة، ويذكر تفاصيل لم ترد إلا في إنجيل يوحنا. اعتراضات على نسبته للقديس يوحنا ناقش كثير من النقاد والدارسين موضوع نسبة هذا السفر للقديس يوحنا بن زبدي، وقدموا نظريات كثيرة ومعقدة، إذ حاول البعض نسبة هذا السفر للكنيسة الرسولية ككل وليس لشخصٍ معينٍ، وافترض البعض أن السفر بصورته هذه من وضع كاتب في القرن الثاني كما لاحظنا في تعليقنا على مدى ارتباط السفر بالغنوسية، وحاول البعض تأكيد أن الكاتب ليس يهوديًا. وقد قدم لناE. Haenchen ملخصًا للمشاكل النقدية الخاصة بهذا الأمر منذ عام 1929 حتى الخمسينات[71] فيما يلي موجز للرد على المعترضين على نسبة هذا السفر للقديس يوحنا: تلميحات في السفر عن شخصية كاتبه إن كان الإنجيلي لم يذكر اسمه في السفر، لكنه قدم تلميحات عن شخصيته منها يمكن التعرف عليه، ألا وهى: أ- انه شاهد عيان في مقدمة السفر يقول الإنجيلي: "رأينا مجده"(14:1). حاول البعض تفسير صيغة الجمع "رأينا" بمعنى أنه يقصد المسيحيين جميعًا، وليس الكاتب، فتكون الرؤيا هنا بالمعنى الروحي لا المادي، بهذا يكون كاتب السفر هو "الكنيسة الرسولية" وليس شاهد عيان[72]. هذا الفكر لم يقبله كثير من الدارسين، خاصة وأن الفعل اليوناني يعنيالرؤياالجسدية لا الروحية، حتى وإن فسرت بالرؤيا الروحية[73]. في أكثر من موضع يؤكد أنه شاهد عيان يكتب ما هو حق: "الذي عاين شهد وشهادته حق، وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم"(19: 35). "هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا، ونعلم أن شهادته حق"(21:24). واضح أن كاتب السفر "تلميذ"، "شاهد عيان"، هذا ينطبق على القديس يوحنا، الذي حمل ذات اللهجة في مقدمة رسالته الأولى: "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فإن الحياة أُظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية…"(1 يو 1). ب. التلميذ المحبوب من الشهادات الداخلية في السفر أن الكاتب هو القديس يوحنا تلقيب نفسه في تواضعٍ، بعدم ذكر اسمه: "التلميذ الذي كان يسوع يحبه"(20:21، 26:19). حاول البعض النقاد المحدثين التشكيك في هذا الأمر، وقد اختلفوا في تحديد شخصية هذا التلميذ، إذ قيل: 1. الشاب الغنى، الذي قيل عنه إن يسوع نظر إليه وأحبه (مر 21:10). وإذ ليس لدينا أية أدلة إنجيلية أو تقليدية أنه عاد وآمن بعد تركه للسيد المسيح، يُحسب هذا الرأي بلا قيمة. 2. نثنائيل: يُرد على ذلك أننا لا نعرف عنه إلا القليل، هذا ومن جانب آخر حين تحدث عنه الإنجيلي ذكره بالاسم (2:21) في نفس الأصحاح الذي قيل فيه: "التلميذ الذي كان يسوع يحبه"(20:21). فما قيل أخيرًا قُصد به تمييزه عن نثنائيل. 3. لعازر[74]، إذ أرسلت أختاه إلى رب المجد تقولان: "يا سيد هوذا الذي تحبه مريض"(3:11). يرد علىذلك بأن لعازر لم يكن مع السيد المسيح في العلية ليتكئ على صدره، إذ قيل: "ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه، وهو أيضًا الذي اتكأ على صدره وقت العشاء"(20:21). واضح من الأناجيل الثلاثة الأخرى أن السيد انفرد برسالة وقت العشاء. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الإنجيلي قد كرر اسمه في الأصحاحين 11، 12، فلماذا يعود ويخفي اسمه؟! 4. رأى البعض أن هذا اللقب لا يعني شخصًا معينًا بل يحمل رمزًا، وبهذا يكون الكاتب للسفر هو الكنيسة كجماعة وليس فردًا. هذا الفكر غير مُشبِع ويصعب قبوله، وإذ يجعل من هذا التلميذ ليس شخصية تاريخية شاهدة عيان، الأمر الذي يتنافى مع ما قدمه السفر عنه[75]. هذا عن الاعتراضات أما الدلائل الإيجابية على أن التلميذ الذي كان يسوع يحبه هو القديس يوحنا فهي: 1. جاءت كتابات آباء الكنيسة منذ القرن الثاني تتحدث عن التلميذ الذي كان يسوع يحبه أنه يوحنا بن زبدي، كأمرٍ لا يحتاج إلى تساؤل، وأنه هو واضع السفر، وقد لاحظM.F. Wiles[76] أن العلامة أوريجينوس والقديس يوحنا الذهبي الفم وجدا في هذا الوصف: "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" مفتاحًا للكشف عن غاية السفر. 2. أنه أحد تلاميذ السيد المسيح كما يشهد السفر نفسه ملقبًا إياه "التلميذ"(20:21)، خاصة وأنه اتكأ على صدر السيد المسيح وقت العشاء (20:21). 3. يرى بعض الدارسين أنه أحد ثلاثة من التلاميذ الذين كانوا من خاصة السيد، رافقوه دون البقية في مواقف كثيرة[77]، ولما كان يعقوب قد استشهد في سنه 44 م، يبقى بطرس ويوحنا، وإذ قيل عنه أنه كان في رفقة بطرس (2:20 الخ.) إذن لن يكون إلا يوحنا. 4. ذُكر القديس يوحنا بالاسم في الأناجيل الأخرى: مرتين في متى، 9 في مرقس، 6 في لوقا، ولم يذكر بالاسم قط في هذا السفر. واضح إذن أنه شخص يوحنا، وقد امتنع عن ذكر اسمه من قبيل التواضع. 5. كان هذا التلميذ ملاصقًا للقديس بطرس كما جاء في(7:21؛ 2:20). المرة الوحيدة التي ظهر فيها في هذا السفر دون بطرس الرسول هي عندما تسّلم من السيد المسيح المصلوب والدته أمًا له (26:19)، فمن هو هذا التلميذ المرافق للقديس بطرس؟بلا شك هو يوحنا بن زبدي، إذ وُجد معه ومع يعقوب دون سائر التلاميذ في مواضع كثيرة كما سبق فرأينا (راجع مر 37:5؛ 2:9؛33:14).اختارهما السيد المسيح ليعدا له الفصح (لو 8:22). وكانا ملازمين بعضهما البعض حتى بعد قيامة السيد المسيح (أع 1:3؛ 13:4).أُشير إليهما في أع 14:8 كمندوبين مُرسلين من أورشليم إلى السامرة. إذ أشار الرسول بولس إلى أعمدة الكنيسة ذكر يعقوب وصفا (بطرس) ويوحنا (غلا 9:2). هذه دلائل على أن التلميذ الذي كان يسوع يحبه، وكان مرافقًا للقديس بطرس هو القديس يوحنا. 6. لاحظ بعض الدارسين أن هذا السفر حين تحدث عن القديس يوحنا المعمدان، اكتفى بذكر اسمه "يوحنا" دون ذكر أي لقب آخر له، وهذا يسند بقوة الفكر الكنسي بأن الكاتب هو القديس يوحنا بن زبدي، الذي أصرّ ألا يذكر اسمه في السفر فلم يجد حاجة ليميز بين نفسه وبين يوحنا المعمدان بلقبٍ معين. ج- الخلفية الفلسطينية يتساءل البعض، إن كان الكاتب يوحنا بن زبدي، فهل يحمل السفر دلائل على أن الكاتب يهودي عاش في فلسطين، وكان شاهد عيان للسيد المسيح، أم أنه أحد رجال القرن الثاني من أنطاكية أو الإسكندرية؟ جاءت إجابة الدارسين أن السفر يحمل دلائل كثيرة وشهادات على أن كاتبه عاش في فلسطين في القرن الأول، وأنه يهودي، منها: 1. معرفته للعادات والتقاليد اليهودية كثيرًا ما يقدم لنا تفاصيل دقيقة عن الحياة اليهودية وتقاليدها في فترة ما قبل خراب أورشليم، مثل: · طقوس التطهير [6:2]. · طقوس عيد المظال [37:7؛ 12:8 (الإنارة)]. · التطهير في عيد الفصح [28:18؛ 31:19-42]. · تعاليم اليهود الخاصة بهم، كالشريعة الخاصة بالسبت [10:5؛ 21:7-23،14:9 الخ.] · معرفته انتظار اليهود لنبي بروح إيليا (19:1-28)، وإدراكهم أن المسيح يبقى إلى الأبد (34:12). 2. معرفته للتاريخ اليهودي يعرف بوجه الدقة السنوات التي تم فيها بناء الهيكل (20:2)، والعداوة التي كانت قائمة بين اليهود والسامريين (9:4)، وأن رئيس الكهنة عن نفس السنة التي صُلب فيها السيد (49:11،13:18 الخ) هو قيافا وحماه هو حنَّان. 3. معرفته لجغرافية فلسطين للكاتب معرفة دقيقة بفلسطين، فيعرف الاسم العبراني لبركة بجوار باب الضأن، ويعرف أن لها خمسة أروقة. يعرف وجود قريتين باسم "بيت عنيا" (12: 1؛ 28: 1)، و"عين نون" بقرب ساليم (23:3)، وأن بحر الجليل هو بحيرة طبرية (4: 21)، ومدينة أفرايم بالقرب من البرية (54:11). | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| |
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:07 pm | |
| الباب الأول: الكلمة المتجسد ص 1. الباب الثاني: آياته وأعماله تعلن عن لاهوته ص 2- ص 12. الباب الثالث: إعلانه عن ذاته لخاصته ص 13- ص 17. الباب الرابع: ابن الله الذبيح ص 18- ص 19. الباب الخامس: قيامته تشهد للاهوته ص20. الباب السادس: خاتمة ص21. من وحي إنجيل يوحنا هب لي أن أُحلّق مع نسورك في سمائك! v اسمح لي مع حبيبك يوحنا أن أتكئ على صدرك، وأرافقك حتى الصليب. وأتسلّم منك أمك أمًا لي. نعم، هب لي جناحيّ الروح فأصير معه كالنسر، أطير في سمائك، فأتمتع بشركة أمجادك. أعيش مع ملائكتك، فأتعرف على أسرارك الإلهية خبزًا سماويًا مشبعًا لأعماقي! v هب لي أن أنطلق بفكري إلى الأزلية، هذه التي لن يدركها كائن سماوي أو أرضي. أقف لأتمتع بسرّ ولادتك الأزلية، تشرق عليّ يا كلمة اللَّه مع أبيك وروحك القدوس، فتمتلئ نفسي من بهاء الثالوث. أطأ ظلمة العالم حتى قدميّ، وأحلق في هذا البهاء العجيب! v تجسدت من أجلي يا من وهبتني الحياة، وأنرت عليّ فلا أعود بعد أُحسب من هذا العالم، بل أتمتع بالبنوة الإلهية بنعمتك، أصير ابنًا للَّه، فلا يجد العالم له موضعًا في داخلي! v ليحملني روحك القدوس إلى أسرار إنجيلك. أراك ملكًا معلقًا على الصليب! لست أطلبك لتملك كما طلبتك بقية الجماهير، وإنما تُقيم عرش ملكك في أعماقي فأعتزّ به. لن أدخل بعد في مجادلات فلسفية، فقد عرفتك أنت المسيح الملك واهب الملوكية. أراك ملك الملوك تهب الحياة الملوكية. v أنت حمل اللَّه حامل خطايا العالم! ارتفعت على الصليب، فصالحتنا مع أبيك. اجتذبتنا إليك، لنحمل برَّك عِوض خطايانا. بسطت يديك، لتضم اليهود والسامريّين والأمم معًا فيك. بصليبك سكبت الحب فينا، يا أيها الحب الحقيقي، صرنا أيقونة لك لن نقدر أن نفارق الحب ولا هو يفارقنا. نلنا شركة طبيعتك، فجرى الحب في عروقنا. لن تستطيع الكراهية أو الحقد أو الحسد أن يتسلل إلينا. v هب لي مع عروسيّ قانا الجليل أن أشرب خمر حبك. هب لي مع نيقوديموس أن اكتشف سرّ الميلاد الجديد. هب لي مع السامرية أن أشرب من ينابيع روحك القدوس. هب لي مع المولود أعمى البصيرة فأراك داخلي. هب لي مع مريض حسدا أن أثبّ متهللاً، أذهب إلى بيتي الحقيقي، أحضانك الإلهية. v لأسمعك وأنت تكشف لي عن ذاتك. لكلمتيك "أنا هو" عذوبة خاصة، فأنت يهوه الكائن فيّ! حسب وعودك اسمعني صوتك، قائلاً: أنا هو الخبز السماوي، من يأكلني يتمتع بالوليمة الأبدية. أنا هو الحياة، بدوني لا وجود لك. أنا هو نور العالم، أشرق عليك فتختبر نور الأبدية. أنا هو الحق، أدخل بك إلى الأسرار الإلهية. أنا هو القيامة، لن يقدر الموت أن يسبيك بعد! أنا هو الباب، أدخل بك فيّ لتبلغ إلى أحضاني. أنا هو الراعي الصالح، أحملك على منكبيّ بكل ضعفاتك! أنا هو الكرمة الحقيقية، لتثبت فيّ وأثبت فيك! v اسمح لي أن أرافقك في العُليّة، كما في بستان جثسيماني، وانطلق معك حيث تُحاكم وتُصلب، واجلس عند القبر أترقب قيامتك. لتُظهر ذاتك لي، وتُشرق بقيامتك في داخلي! نعم أبقى كل أيام غربتي أتأمل كل لحظة من لحظات عملك العجيب. تبقى هذه الأحداث موضوع تسبيحي مع كل صفوف السمائيين. لك المجد يا أيها الحب الحق، والحق واهب الحب والحرية! | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:07 pm | |
| الكتاب المقدس - العهد الجديد إنجيل يوحنا الأصحاح الأول 1 في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله 2 هذا كان في البدء عند الله 3 كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان 4 فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس 5 والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه 6 كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا 7 هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته 8 لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم 10 كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم 11 إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله 12 وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه 13 الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله 14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا 15 يوحنا شهد له ونادى قائلا: هذا هو الذي قلت عنه: إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي 16 ومن ملئه نحن جميعا أخذنا، ونعمة فوق نعمة 17 لأن الناموس بموسى أعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا 18 الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر 19 وهذه هي شهادة يوحنا ، حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه: من أنت 20 فاعترف ولم ينكر، وأقر: إني لست أنا المسيح 21 فسألوه: إذا ماذا؟ إيليا أنت؟ فقال: لست أنا. ألنبي أنت؟ فأجاب: لا 22 فقالوا له: من أنت ، لنعطي جوابا للذين أرسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك 23 قال: أنا صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرب، كما قال إشعياء النبي 24 وكان المرسلون من الفريسيين 25 فسألوه وقالوا له: فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح، ولا إيليا، ولا النبي 26 أجابهم يوحنا قائلا : أنا أعمد بماء، ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه 27 هو الذي يأتي بعدي، الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه 28 هذا كان في بيت عبرة في عبر الأردن حيث كان يوحنا يعمد 29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا إليه، فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم 30 هذا هو الذي قلت عنه : يأتي بعدي، رجل صار قدامي، لأنه كان قبلي 31 وأنا لم أكن أعرفه. لكن ليظهر لإسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء 32 وشهد يوحنا قائلا: إني قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه 33 وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس 34 وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله 35 وفي الغد أيضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه 36 فنظر إلى يسوع ماشيا ، فقال: هوذا حمل الله 37 فسمعه التلميذان يتكلم، فتبعا يسوع 38 فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان، فقال لهما: ماذا تطلبان؟ فقالا: ربي الذي تفسيره يا معلم. أين تمكث 39 فقال لهما: تعاليا وانظرا. فأتيا ونظرا أين كان يمكث، ومكثا عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة 40 كان أندراوس أخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه 41 هذا وجد أولا أخاه سمعان، فقال له: قد وجدنا مسيا الذي تفسيره: المسيح 42 فجاء به إلى يسوع. فنظر إليه يسوع وقال: أنت سمعان بن يونا. أنت تدعى صفا الذي تفسيره: بطرس 43 في الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل، فوجد فيلبس فقال له: اتبعني 44 وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة أندراوس وبطرس 45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة 46 فقال له نثنائيل: أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ قال له فيلبس: تعال وانظر 47 ورأى يسوع نثنائيل مقبلا إليه، فقال عنه: هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه 48 قال له نثنائيل: من أين تعرفني؟ أجاب يسوع وقال له: قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة، رأيتك 49 أجاب نثنائيل وقال له: يا معلم، أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل 50 أجاب يسوع وقال له: هل آمنت لأني قلت لك: إني رأيتك تحت التينة؟ سوف ترى أعظم من هذا 51 وقال له: الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:08 pm | |
| شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد يوحنا 1 - تفسير إنجيل يوحنا * تأملات في كتاب يوحنا: تفسير إنجيل يوحنا: مقدمة إنجيل يوحنا | يوحنا 1 | يوحنا 2 | يوحنا 3 | يوحنا 4 | يوحنا 5 | يوحنا 6 | يوحنا 7 | يوحنا 8 | يوحنا 9 | يوحنا 10 | يوحنا 11 | يوحنا 12 | يوحنا 13 | يوحنا 14 | يوحنا 15 | يوحنا 16 | يوحنا 17 | يوحنا 18 | يوحنا 19 | يوحنا 20 | يوحنا 21 | ملخص عام | مراجع البحث نص إنجيل يوحنا: يوحنا 1 | يوحنا 2 | يوحنا 3 | يوحنا 4 | يوحنا 5 | يوحنا 6 | يوحنا 7 | يوحنا 8 | يوحنا 9 | يوحنا 10 | يوحنا 11 | يوحنا 12 | يوحنا 13 | يوحنا 14 | يوحنا 15 | يوحنا 16 | يوحنا 17 | يوحنا 18 | يوحنا 19 | يوحنا 20 | يوحنا 21 | يوحنا كامل الكلمة المتجسد في دهشة تقف النفس لتشهد في سكون عميق الإنجيلي القديس يوحنا الحبيب وقد صار أشبه بنسرٍ طائرٍ، يحلق لا في جو السماء المنظورة، بل في جو الإلهيات التي لا يُنطق بها. إنه كمن يدعونا أن نعبر معه إلى ما وراء الزمن لنرى كلمة الله الذي لا يفارق العقل الإلهي، والعقل الذي لن ينفصل عن كلمته؛ الابن الوحيد الجنس الواحد مع أبيه في ذات الجوهر. إنه يدعونا لنرى ونلمس واهب الحياة ومصدر النور، خالق الزمن، ومُوجد كل خليقة في السماء وعلى الأرض وكأنه لا يشغله أمر ما سوى الإنسان محبوبه الفريد! بإعلان الروح القدس لا يسجل لنا الإنجيلي كتابًا مجردًا، بل يحملنا إلى حقائق إلهية تمس كياننا ومستقبلنا الأبدي ومجدنا، نغرف من فيض الحب الإلهي الذي لا يُعبر عنه بلسان بشري. الشهادة للسيد المسيح في هذا الأصحاح يتحدث القديس يوحنا عن لاهوت السيد المسيح فيقدم لنا شهادته هو [1-5؛ 10-14؛ 16-18]، وشهادة القديس يوحنا المعمدان [6-9؛ 15؛ 19-37]، وإعلان السيد المسيح نفسه لأندراوس [38-42]، ولفيلبس [43-51]، وشهادتهما له. 1. شخص يسوع المسيح بكونه اللوغوس الأزلي الواحد في الجوهر مع الآب والأقنوم المتمايز عنه [1-2]. هو واهب الحياة والنور، وفيه ننال سلطان التبني للآب [3-13]. 2. يفتتح معلمنا يوحنا البشير السفر بتقديم الكلمة الإلهي كمصدر النعم الإلهية، خاصةنعمة الخلق ونعمة البنوة لله مع فيضٍ من النعم "نعمة فوق نعمة" [16-18]، يتحدث عنها بفيض في الأصحاحات التالية. 3. شهادة القديس يوحنا المعمدان أمام إسرائيل الرسمي: "كهنة ولاويين" الذين جاءوا يقدمون له ثلاثة أسئلة، وكانت إجابته عليهم مختصرة للغاية. شهادة تمثل مجابهة علنية بينه وبينهم. إجابته تتلخص في أنه ليس له اسم، إنما هو مجرد "صوت صارخ" أمام المسيح [19-28]. 4. شهادة القديس يوحنا المعمدان أمام تلاميذه [29-37]حيث يبادر بالكلام ويسهب فيه. لأنه يتحدث مع البقية التي تنبأ عنها إشعياء النبي: "ترجع البقية، بقية يعقوب إلى الله القدير" (إش 21:10). يتحدث القديس يوحنا المعمدان مع إسرائيل الجديد الذين يؤمنون بالسيد المسيح، ليدخل بهم إلى العهد الجديد. يؤكد لهم أن المسيّا يأتي لا في صورة ملوكية مجيدة كما يظن اليهود بل كمتألم ومخذول، مجده الحب وحمل خطايا العالم [36]. 5. تبعية تلاميذ القديس يوحنا المعدان للسيد المسيح، حيث يتم لقاء حقيقي شخصي وعميق يؤول إلى تغيير كامل للحياة كما للكيان والاسم. فنرى السيد المسيح يدخل إلى صميم نفس سمعان، ويحتل أعماقها، ليحوله إلى بطرس الرسول؛ فيغير اسمه ورسالته وحياته وكيانه كله [42]. 6. دعوة السيد المسيح لبقية تلاميذه في الجليل منذ البداية. يعلن الإنجيلي عن رؤية السرّ الأخروي المخفي، حيث يؤكد انفتاح السماء وصعود الملائكة ونزولهم على شخص السيد المسيح [50-51]. تقسيم الأصحاح: 1. الكلمة الإلهي 1-13. 2. الكلمة صار جسدًا 14-18. 3. شهادة يوحنا المعمدان له 19-34. 4. شهادة تلاميذه الأولين له 35-53. 1. الكلمة الإلهي يبدأ الإنجيل بحسب القديس يوحنا بافتتاحية أو مقدمةتختلف عن افتتاحيةبقية الأناجيل الإزائية. افتتاحية مرقس الرسول تقدم وصفُا للقديس يوحنا المعمدان وعمله كملاكٍ يهيئ الطريق أمام السيد المسيح الذي طالما اشتهى الآباء والأنبياء أن يروا يوم مجيئه.وافتتاحية متى البشير تقدم تسلسل يسوع المسيح عن إبراهيم، وقصة ميلاده بكونه الملك الفريد الذي جاء ليقيم مملكة داود الساقطة، ويجعل من مؤمنيه شعبًا ملوكًيا.ويفتتح لوقا الرسول إنجيله بمقدمة أدبية رسمية (1:1-4)، يتبعها عرض لميلاد المعمدان ثم ميلاد يسوع المسيح الذي يشبع بحبه الباذل وصداقته الفريدة كل قلبٍ، ويملأ كل فراغ في الداخل.أما يوحنافيبدأ بالكشف عن شخصربنايسوع قبل التجسد بكونه الكلمة الأزلي، لكي نتخطى كل زمن وننطلق إلى حضن الآب الأزلي، فنتعرف على خطة الله من نحونا ومشيئته لخلاصنا ومجدنا الأبدي. يعرفنا على ذاك الذي نشاركه مجده ونعيش معه إلى الأبد. أبرزت المقدمة [1-18] ما ورد في السفر ككل أن الله يعلن عن نفسه خلال كلماته [1-13] كما خلال أعماله [2-5]، وأخيرًا خلال التجسد الإلهي لمجد الآب [14-18]. كُتبت الافتتاحية في أغلبها كقطعة شعرية متميزة من جهة الأسلوب والمفردات عن بقية السفر مما جعل بعض الدارسين يتساءلون إن كانت هذه الافتتاحية هي لحن كنسي اقتبسه الرسول، أو إضافة قدّمها الرسول بعد أن كتب بقية السفر كملخص يكشف عن هدف السفر ويفسر معناه. أو هي مقدمة كتبها ليُعلن عن موضوع كتابته مقدمًا. لكن الحقيقة هي أنغاية الافتتاحية أن تقدم للقارئ شخص يسوع المسيح موضوع السفر، بكونه الكلمة الأزلي، العامل مع الآب في الخليقة. بكونه الله نفسه يعلن عن الآب، ويقدمه لنا كما يقدم نفسه لنا. إنه حكمة الله المتحدث معنا، والذي يقدم ذاته كلمة الله لكي نقتنيه سرّ حياة أبدية. إنه حياة الكل، ونور كل إنسان. هذا الأزلي صار جسدًا وعاش كإنسانٍ، رفضه خاصته اليهود بالرغم من شهادة القديس يوحنا المعمدان له. لكن وُجدت بقية أمينة قبلته فصاروا أبناء الله وأعضاء في العائلة الإلهية. | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:09 pm | |
| في كل صباح نتغنى بهذه المقدمة وما يليها (يو1:1-17)، لكي ما ندرك أن بدايتنا اليومية الجديدة مصدرها الالتقاء بذاك الذي وحده يرفعنا إلى ما فوق الزمن ليدخل بنا إلى حضن أبيه، دون أن يحتقر الزمن أو يستخف به، بل يقدسه كطريق للعبور إلى ما وراء الزمن. في صلاة باكر نتذكر أن مسيحنا المخلص هو الألفا والأومجا، البداية والنهاية، فنتمتع ببداية مقدسة ونهاية مجيدة. يقول القديس أغسطينوس[79] أن صديقه سمبليشيوسSimplicius أخبره بأن فيلسوفًا أفلاطونيًا قال بأن هذه العبارات التي جاءت في بداية إنجيل يوحنا تستحق أن تُكتب بحروفٍ من ذهبٍ. وذكر متى هنري عن فرنسيس جوني Francis Junius الذي فقد كل القيم الدينية في شبابه، وقد استعادها بنعمة الله خلال قراءته لهذه الأعداد عن غير قصدٍ منه، قدمها له والده. شعر بقوتها وسلطانها عليه فقضى يومه كله لا يُدرك أين هو ولا ما كان يفعله، وكان جسمه مرتعبًا. وكان ذلك اليوم هو بداية حياته الروحية. تقدم لنا العبارات (1-13) ثمان حقائق عظمى عن شخص ربنا يسوع المسيح، وهي: أ - كان ولا يزال الأزلي: "في البدء كان الكلمة" [1]. ب - كان ولا يزال الأقنوم المتمايز عن أبيه: "وكان عند الله" [1]. ج - كان الكلمة ولا يزال هو الله [2]. د - هو شريك مع الآب في الأزلية [2]. ه - هو خالق المسكونة [3]. و - هو مصدر كل حياة ونور [4، 5، 9]. ز - الإله الذي يعلن عن ذاته للعالم الساقط [10]. خ - دخل إلى عالم الإنسان، وخاصته لم تقبله [11]، أما الذين قبلوه فنالوا ميلادًا جديدًا [12-13]. اللوغوس جاء في النسخة الكلدانيةChaldee في إعادة صياغة العهد القديم دعوة المسيّا بكلمةMemra أي "كلمة يهوه"، وأن الكثير من الأمور الواردة في العهد القديم التي تحققت بالرب، إنما تمت بكلمة الرب. وأيضًا تعلم اليهود بوجه عام أن "كلمة الله" كانت مع الله. تُستخدم كلمة "لوغوس" بمعنيين: v الكلمة التي يُحبل بها endiathetasLogos، أي الفكر الذي تحبل به النفس، خلاله تتحقق كل الأعمال، وهي واحدة مع النفس. لذلك لاق بالأقنوم الثاني أن يُحسب كلمة الله، مولودًا من الآب بكونه الحكمة الأساسي الأزلي؛ ليس شيء أكثر يقينًا من أننا نفكر، وليس شيء أكثر غموضًا من معرفة كيف نفكر. v الكلمة المنطوق بها Logos prophorika، التي هي الكلام، وهو الإشارة الطبيعية لما في الذهن. هكذا المسيح هو الكلمة التي تحدث به الآب في آخر الأيام (عب 2:1)، ويوجهنا لكي نسمع له (مت 5:17). خبرنا عن ذهن الآب كما يخبرنا الكلام عما في فكر الإنسان. إنه الكلمة الذي يحدثنا بما للآب، إذ هو الحق والآمين، والشاهد الصادق للذهن الإلهي. هنا يختلف عن يوحنا المعمدان الذي هو "صوت صارخ" وليس الكلمة الإلهي. يقارن القديس أغسطينوس بين الخبز الذي يشبع البطن والكلمة التي تشبع الذهن. فإنه إن قدم خبزًا للشعب لا يستطيع أن يقدم ذات الخبزة لكل الحاضرين، أما الكلمة فيقدمها للكل، وتستقبلها أذهان جميع الشعب بالكامل. حقًا عجيبة هي كلمة الإنسان يقدمها ليسمعها الكل بلا نقص، فكم تكون كلمة الله الخالق؟ v إن كنت أود أن أطعمكم فلا أملأ أذهانكم بل بطونكم، وأقدم لكم خبزًا لأشبعها بها، أما تقسمون الخبز فيما بينكم؟ هل يمكن لخبزي أن يأتي إلى كل واحدٍ منكم؟ فإن ناله أحد لا ينال البقية شيئًا. لكن الآن انظروا، فإني أتحدث وأنتم جميعًا تستقبلون الكلمة (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لا، ليس فقط جميعكم تستقبلونها، وإنما أيضًا الكل يستقبلون الكلمة بالكامل. يا لعجب كلمتي! فماذا عن كلمة الله؟! استمعوا أيضًا، إني أتحدث ما أنطق به فيأتي إليكم الكلام ولا يفارقني. يبلغ إليكم ولا ينفصل عني. قبل أن أتكلم كنت أملك الكلمة ولم تكن لديكم. لقد تكلمت وبدأتم تنالونها دون أن أفقد شيئًا منها. يا لعجب كلمتي! فماذا تكون إذن كلمة الله؟![80] القديس أغسطينوس | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:10 pm | |
| | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:10 pm | |
| هذا التعبير "في البدء كان" لا يعلن سوى الوجودbeing الدائم، وأنه وجود مطلق[85]. v "كان اللوغوس" لأن كلمة "وجودbeing" تستخدم للإنسان لتمييز الوقت الحاضر وحده، وأما بخصوص الله فتشير إلى السرمدية. لذلك عندما يستخدم "كان" بخصوص طبيعتنا تعني الماضي، وعندما تستخدم بخصوص الله تعلن عن السرمدية[86]. v هذا (الكلمة) هو جوهر إلهي حاصل في أقنوم بارز من أبيه خالٍ من انقسام عارض. وحتى لا تظن أن لاهوت الابن أدنى، وضع للحال الدلائل المُعرفة للاهوته فقال: "وكان الكلمة الله"[87]. القديس يوحنا الذهبي الفم v إذ هو مولود فبسببٍ حسنٍ لم يجزم يوحنا أو غيره، سواء كان رسولاً أو نبيًا، أنه مخلوق. فإن هذا الذي تحدث عن نفسه بتواضع هكذا خلال تنازله لم يرد أن يقف صامتًا في هذا الأمر... لقد نطق بكلمات متواضعة (يو 5: 30؛ 12: 49)... لكنه لو كان مخلوقًا لتحدث قائلاً: "لا تظنوا إني مولود من الآب، بل أنا مخلوق غير مولود، ولست شريكًا في جوهره". لكن إذ هذا أمره، فعلى العكس نطق بكلمات تلزم البشر حتى بغير إرادتهم أو رغبتهم أن يقبلوا الفكر الآخر. كقوله: "أنا في الآب والآب فيّ" (يو 14: 11)، "أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟ الذي رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9)، وأيضًا: "لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو 5: 23)، "لأنه كما أن الآب يقيم الموتى ويحيي، كذلك الابن أيضًا يحي من يشاء" (يو 5: 21). "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17). "كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب" (يو 10: 15). "وأنا والآب واحد" (يو 10: 30)[88]. v أصابت الدهشة إشعياء النبي عندما قال: "وميلاده من يخبر به؟ لأن حياته رُفعت من الأرض" (إش 8:53). حقًا لقد رفع من الأرض تمامًا كل آثار الميلاد الأزلي، لأنه يفوق الإدراك. وإذا كان فوق الإدراك فكيف يمكن أن نقول أنه مخلوق، لأننا نستطيع أن نحدد بوضوح زمن بداية المخلوقات وكيفية وجودها، أما البدء فنعجز عن تحديد زمن بدايته. v في هذا "البدءArchi" الذي هو فوق الكل وعلى الكل "كان الكلمة"، ليس من الطبائع المخلوقة التي تحت قدمي البدء، وإنما عاليًا عنها جميعًا، لأنه "في البدء"، أي من ذات الطبيعة والكائن دائمًا مع الآب له طبيعة الذي ولده... منه ومعه له السيادةarchi على الكل. القديس كيرلس الكبير v بالقول "في البدء كان"، وليس "بعد البدء" يعني أنه لم يكن بدء بدون اللوغوس، وبإعلانه " كان اللوغوس عند الله" يعني غياب أية شائبة في علاقة الابن بالآب، لأن اللوغوس يفكر فيه ككل مع كيان الله ككل[89]. v خشي الإنجيلي من أذهاننا التي ينقصها التمرن، ولا يثق في آذاننا ليقدم لقب "الآب"، لئلا يتصور الجسداني في فكرة وجود أم أيضًا. ولم يذكر في إعلانه "الابن" حتى لا يجعل أحد اللاهوت بشريًا بنوعٍ من الهوى. لهذا دعاه اللوغوس، فكما أن كلمتك تصدر عن ذهنك دون تدخل لهوى، هكذا أيضًا عند سماعك "الكلمة" لا تفهم ذلك عن شيءٍ صدر بهوى[90] v أولئك الذين يقدمون لنا أية أفكار صالحة عن مثل هذه الأسرار، هم غير قادرين حقًا على التعبير عن الطبيعة الإلهية. أنهم يتكلمون بالأحرى عن بهاء مجد اللّه ورسم جوهره (عب 3:1)، صورة اللّه، وفي البدء كان الكلمة والكلمة كان اللّه (يو1:1). كل هذه التعبيرات تبدو لنا نحن الذين لم نرَ الطبيعة الإلهية مثل الذهب من هذا الكنز. ولكن بالنسبة لهؤلاء القادرين على رؤية الحقيقة، فإنها شبه الذهب وليست ذهبًا لامعًا، إنها ذهب مع جمان من فضة (نش 1: 11). إن الفضة كما يقول الكتاب: "لسان الصديق فضة مختارة (أم 20:10)". هنا نتكشف أن الطبيعة الإلهية تتجاوز كل مفهوم نحاول أن ندركه. فهمنا للطبيعة الإلهية يشبه ما نهدف إليه. إن أحدًا ما لم يرها ولا يستطيع أن يراها، ولكن خلال مرآة ولغز (1 كو 12:13). إنها تعطينا انعكاسًا لما نفكر فيه، أي انعكاس موجود في الروح بصورة معينة. كل كلمة تمثل هذه المفاهيم تشبه نقطة ينقصها أن تمتد، حيث إنها قاصرة عن التعبير عما في العقل... وكل كلمة تقال كمحاولة للتعبير عن اللّه تبدو مثل نقطة صغيرة غير قادرة للامتداد لتتناسب مع الغرض، إذ تقاد خلال مثل هذه المفاهيم لإدراك ما لا يمكن إدراكه سوى خلال الإيمان بها أن تقيم ذاتيًا طبيعة تفوق كل ذكاء[91]. القديس غريغوريوس النيسي v يُدعى الكلمة والابن وقوة الله وحكمة الله. الكلمة لأنه بلا عيب، والقوة لأنه كامل، والابن لأنه مولود من الآب، والحكمة لأنه واحد مع الآب في السرمدية، واحد في اللاهوت. ليس أن الآب أقنوم واحد مع الابن. إذ يوجد تمايز واضح بين الآب والابن يأتي من الولادة، هكذا المسيح هو إله من إله، خالد من خالد، كامل من كامل[92]. القديس أمبروسيوس v يوجد الله الواحد الذي أعلن عن نفسه بيسوع المسيح ابنه، الذي هو كلمته (اللوغوس)، ليس منطوقا به بل جوهري. لأنه ليس صوتًا لأداة نطق بل أقنوم مولود بالقوة الإلهية[93]. القديس أغناطيوس | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:11 pm | |
| | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| |
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| |
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:14 pm | |
| دعونا نعيد هذه الآية حتى نستفيد مما سقناه ونجعله يتمشى مع كلمات الوصيفات: "ما حبيبك من حبيب، أيتها الجميلة بين النساء؟ ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا؟" (نش 5: 9) دعينا نستمع بانتباه بعدما رُفعت براقعنا، ونلتفت إلى الحق بعيون نفوسنا. كيف تصف العروس لوصيفاتها ذاك الذي تبحث عنه؟ كيف تصف العروس هيئة من ترغبه في كلمات؟ كيف تُحضر العذارى من لا يعرفونه؟ المسيح غير مخلوق وأيضا مخلوق: ونعلم أن الغير مخلوق هو أبدى وموجود قبل إنشاء العالم، وهو خالق الكل. وعلى الجانب الآخر يرشدنا الجزء المخلوق، لأنه تكوّن حسب جسدنا الوضيع (في 21:3). ويمكننا فهم الكلمات بطريقة أفضل إذا فحصناها حسب ما جاء بالكتاب المقدس. نحن نعرف أنه في البدء كان الكلمة وأنه كان دائما مع اللّه وأن الكلمة لم يُخلق، وبدونه لم يكن شيء مما كان (يو 1: 1-3). والكلمة كان مع اللّه وكان الكلمة اللّه، وبه كان كل شيء. وُلد المسيح، أي أنه أخذ جسدًا وحلّ بيننا. وأظهر تجسده عظمته بوضوح، أنه اللّه، الابن الوحيد للّه الذي هو في حضن الآب، ظهر في الجسد، وقال عنه يوحنا: "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا" (يو 14:1)[111]. القديس غريغوريوس النيسي v "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان". لأننا نؤمن أن كل شيء قد خُلق بواسطة الابن لا نستطيع أن نحسبه كواحدٍ من الكل (المخلوقات)، بل هو غيّرها تمامًا، لأنه ليس ضمن الطبائع المخلوقة، بل نعترف أنه وحده بالطبيعة الإله الحق. v لم ينل قوة من آخر لكي يُخلق، وإنما هو قوة الله الآب، الابن الوحيد، الذي يعمل كل شيء مع الآب والروح القدس. لأن كل شيء من الآب بالابن، لأنه لو خلق الابن منفصلاً عن الآب لما استطاع الابن أن يقول: "أنا في الآب والآب فيّ" (يو10:14). القديس كيرلس الكبير يقول القديس أغسطينوس أن البعض مثل اتباع ماني يحسبون الشيطان خالقًا لبعض الكائنات كالذباب. ويرد القديس على هؤلاء بأن الله خالق كل شيء، ويستخدم حتى الكائنات التي تبدو تافهة ومضرة لصالح الإنسان، لتنزع عنه كبرياءه. [لتعلموا يا اخوة أنه من أجل ترويض كبريائنا خُلقت هذه الأشياء لكي تسبب لنا متاعب، فقد استطاع الله أن يحط من كبرياء شعب فرعون لا بالدببة والأسود والحيات بل أرسل عليهم ذبابًا وضفادع، ليخضع كبرياءهم بأتفه المخلوقات[112].] "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس" [4]. يميز الإنجيلي بين "الحياة" الخالقة "والحياة" الزمنية المخلوقة. فيتحدث عن أقنوم الكلمة ليس بكونه حيًا فحسب لكنه "الحياة". وكما يقول السيد المسيح عن نفسه أنه بمولده الأزلي "له الحياة في ذاته" ( يو 5: 26). فهو جوهر الحياة التي لا تُدرك، لذلك يقول الإنجيلي: "الحياة أظهرت" (1 يو 1: 2)، وذلك خلال التجسد. هذه الحياة الخالقة تهب حياة للغير، "لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضا يحي من يشاء" (يو 5:21). فهو ليس فيه حياة، لكنه هو الحياة في ذاتها، لهذا "به كان كل شيء". قيل: "تحب الرب إلهك وتسمع لصوته، وتلتصق به، لأنه هو حياتك" (تث 30: 20). ويرنم المرتل: "لأن عندك ينبوع الحياة، وبنورك نعاين النور" (مز 36:9). "والحياة كانت نور الناس" [4]، فإذ نقتنيه بكونه حياتنا نستنير، فندرك أن حياتنا الزمنية على الأرض هبة إلهية تدفعنا للانجذاب نحو "الحياة الأبدية"، حيث بهاء المجد الأبدي. نتمتع في السماء بمعرفة كاملة للسيد المسيح ورؤيته وكمال الاتحاد معه والثبوت فيه، فتكون له "الحياة الأبدية". "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو 17: 3). كما أن الكلمة هو الحياة الخالقة واهبة الحياة المخلوقة، هكذا هو النور الجوهري الخاص بالطبيعة الإلهية والذي لا يُدني منه، يشرق علينا بنعمته فنصير نورُا يعكس بهاء نوره أينما حللنا. عندما أعلن السيد نفسه لشاول الطرسوسي، قال شاول: "أبرق حولي من السماء نور عظيم، فسقطت على الأرض" (أع 22: 7). v يدعوه كلاً من "النور" و"الحياة". فإنه يهبنا النور مجانًا، هذا الذي يصدر عن المعرفة، والحياة التي تتبعه. في اختصار لا يكفي اسم واحد ولا اثنان أو ثلاثة أو أكثر أن يعلمنا ما يخص الله. يلزمنا أن نكون مستعدين أن ندرك سماته الغامضة بوسائل كثيرة[113]. القديس يوحنا الذهبي الفم يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيد المسيح بكونه الحياة، أو مصدر الحياة، لا يمكن إلا أن يكون أزليًا، وإلا فمن وهب الحياة إن كان هو نفسه غير موجود في وقتٍ ما؟ v هو الحياة... التي بلا بداية ولا نهاية، فإنها بهذا تكون بالحقيقة الحياة كما يلزم. فإنه إن كان يوجد وقت ما لم تكن فيه الحياة، فكيف يمكنها أن تكون حياة للآخرين إن كانت هي نفسها غير موجودة؟![114] v يقول يوحنا عن المسيح: "فيه كانت الحياة"، فكما أن الآب يمتلك الحياة في ذاته، هكذا أعطى الابن أن يمتلك الحياة في ذاته. لم يقل يوحنا: "والحياة كانت نور اليهود"، لكنه قال بطريقة جامعة: "والحياة كانت نور الناس"، لأن النور لم يكن لليهود وحدهم وإنما مقدم للجميع عامة، فقد جاءوا إلى هذه المعرفة بعينها، إذ أن هذا النور وُضع مشاعًا للكل. وإن سألت: ولأي سبب لم يضف "الملائكة" للناس لكنه قال: "والحياة كانت نور الناس"؟ نقول: لأن مقاله في الوقت الحاضر مُقدم لطبيعة البشر، لهم قد جاء يحمل الأخبار السارة للعطايا الصالحة[115]. القديس يوحنا الذهبي الفم | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:14 pm | |
| ليس شيء مخلوق صُنع بدونه، لأنه هو الحياة التي جعلت الخليقة ممكنة[116] القديس هيلاريأسقف بواتييه v "فيه كانت الحياة": إنه يمنح الخليقة نعمة الوجود، يعطي أيضًا نعمة البقاء، ويمنح من عنده الأبدية للكائنات التي بطبيعتها ليست أبدية. فيصبح بذلك هو الحياة لكل من جاء إلى الوجود، لكي يبقى في الحياة حسب حدود طبيعته. v لو كان الابن ليس من جوهر الآب بل هو من خارجه لصار خاضعًا للآب كالمخلوقات، فكيف إذن يحيي كل الأشياء، وهو من بين الأشياء المخلوقة؟... كيف نفهم كلمات الرسول بولس الخاصة بطبيعة الله: "الذي يُحي الكل" (1 تي 13:6) لو كان الابن مخلوقًا، وهو قادر على أن يحي الكل، لأصبحت الخليقة قادرة على أن تحيي نفسها، وليست محتاجة بالمرة لله، ولم يعد في الطبيعة الإلهية ما يميزها عن المخلوقات، ولأصبحت مثل الله قادرة على أن تفعل ما يفعله الله. v إذا لم يكن الابن من جوهر الله الآب... فكيف يمكن للمرتل وهو يرى أنه لأمر عجيب يستحق الإعجاب في ذلك الذي هو بالطبيعة الله: "بنورك نعاين النور" (مز9:36)، وإذا كان الابن كمخلوقٍ ينير كل الأشياء المخلوقة؟ إذن الخليقة تنير نفسها ولا تحتاج لنور الله خالقها. القديس كيرلس الكبير v من يريد أن يقتني هذا الكلمة، من يريد أن يكون له الكلمة، لا يبحث عن شيء خارج عنه ليقدمه، بل يقدم نفسه. وإذ يفعل ذلك لا يفقد ذاته كمن يفقد الثمن عندما يشتري شيئًا[117]. v من يقتني الكلمة فليقدم نفسه؛ هذا هو ثمن الكلمة. وكما قيل أن الذي يعطي لا يخسر نفسه، بل يقتني الكلمة الذي يهب ذاته له، كما يربح نفسه أيضًا في الكلمة واهب ذاته[118]. v نقرأ في الكتاب المقدس عن الحكمة: "إنها بهاء النور السرمدي". مرة أخرى نقرأ: "مرآة عظمة الله التي بلا عيب" (حك ٧: ٢٦)... من هذا لنأخذ تماثلاً فنجد مشاركة بين أمرين معاصرين منها ندرك المشاركة في السرمدية. النار تبعث النور، والنور يبعث النار. فإن سألنا أيهما من الآخر. كل يوم ونحن نشعل شمعة نتذكر أمرًا غير منظور ولا موصوف، أن الشمعة كما لو كانت في فهمنا يجب أن تُنار في ليل هذا العالم... قدم لي نارًا بلا بهاء، فأصدق أن الآب كان بدون الابن[119] القديس أغسطينوس يرى العلامة أوريجينوس أن المسيح جاء روحيًا قبل مجيئه جسديًا. جاء في العهد القديم إلى الكاملين الذين صاروا ناضجين وليسوا أطفالاً في عهدة معلمين ومربين، إذ بلغوا إلى ملء زمانهم الروحي (غلا ٤: ٤)، مثل الآباء البطاركة والأنبياء الذين تأملوا مجد المسيح. وكما افتقد المسيح الكاملين قبل رحلته المنظورة حسب الجسد هكذا لا يفتقد الذين بقوا أطفالاً بعد مجيئه ولا يريدون النضوج[120] v إن فهمنا أن "فيه كانت الحياة" ذاك القائل: "أنا هو الحياة" (يو ١١: ٢٥)، نقول ليس أحد خارج الإيمان بالمسيح هو حي، لكن كل الذين لا يعيشون لله هم أموات. حياتهم هي حياة للخطية وليس للعقل (اللوغوس)، أو أقول إنها حياة الموت[121] v لنتطلع أولاً إلى العبارة: "إنه ليس إله أموات بل إله أحياء" (مر ١٢: ٢٧)، التي تعادل القول: "ليس إله خطاة بل إله قديسين"... إنه إله الآباء وكل القديسين. لا يجد أحد تسجيلاً في أي موضع أن الله إله أي أحد شرير. لذلك إن كان هو إله القديسين وقد قيل أنه إله الأحياء، فالقديسون هم أحياء، والأحياء هم قديسون. ليس قديس خارجًا عن الأحياء، ولا يُدعى أحد حيًا إن لم يكن له مع حياته حقيقة أنه قديس[122] v إن كانت الحياة تعادل "نور الناس"، فإنه ليس أحد في الظلمة هو حي، وليس أحد حي هو في الظلمة، بل كل من هو حي هو أيضًا في النور، وكل من في النور هو حي. لهذا فإن من هو حي وحده هو ابن النور، وابن النور هو ذاك الذي تشرق أعماله أمام الناس (مت ٥: ١٦)[123]. v يقول بولس أنه كان قبلاً "ظلمة والآن نور في الرب" (١ كو ٢: ١٤ – ١٥). هكذا يمكن للظلمة أن تتحول إلى نور. إنه ليس من الصعوبة لمن يدرك إمكانية كل إنسان أن يتغير إلى ما هو أسوأ أو ما هو أفضل[124]. v إنه يمكن لمن يملك نور الناس ويشترك في أشعته أن يحقق أعمال النور ويعرف نور المعرفة (هو ١٠: ١٢LXX) لأنه مستنير. لكن يلزمنا أيضًا أن نأخذ بعين الاعتبار الحالة التي للضد، أي أن كل من الأعمال الشريرة والمدعوة معرفة ليست حسب الحق، هذه تملك أسس الظلمة[125] العلامة أوريجينوس v هذا النوع من النور لا يخص الحواس بل العقل، ينير النفس ذاتها. وإذ يقول المسيح نفسه فيما بعد: "لا يقدر أحد أن يقبل إليّ إن لم يجتذبه الآب" (يو 5: 44)، فإنه يسبق الرسول في هذا الموضع ويقدم اعتراضًا معلنًا أنه هو (الابن) الذي "ينير" [9]، فإنكم وإن سمعتم قولاً كهذا عن الآب فلا تظنوا أن هذا يخص الآب وحده، وإنما يخص الابن أيضًا. إنه يقول: "كل ما هو للآب فهو لي" (يو 15: 16)[126]. v "والنور يضيء في الظلمة" [5]. يدعو الموت والخطأ ظلمة. فإن النور موضوع الحواس لا يشرق في الظلمة بل خارجًا عنها؛ أما كرازة المسيح فتشرق في وسط الخطأ المسيطر فتبدده. باحتماله الموت غلب الموت، وشفى الذين أُمسكوا فعلاً فيه. هكذا لا يقدر الموت أن يغلبها ولا الخطأ، لأنها بهية في كل موضع، ومشرقة بقوته اللائقة به[127]. القديس يوحنا الذهبي الفم v نور الأذهان أسمى من الأذهان ويتعدى كل الأذهان. هذه هي الحياة التي بها كان كل شيء[128]. v لا تكونوا أيها البشر في الظلمة، في عدم الإيمان، في الظلم، في الشر، في السلب، في الطمع محبين للعالم، فإن هذه في الظلمة. النور ليس غائبًا، بل أنتم الغائبون عن النور[129]. القديس أغسطينوس "والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه" [5]. عمل الكلمة "شمس البر" أن يشرق بنوره على العالم، لكنه لا يلزم الذين في الظلمة أن يقبلوا نوره. الإنسان الذي يرفض النور، ويتمسك بالظلمة، يصير ظلمة لا تُدرك النور ولا تطيقه. كما إن الذي يقبل النور يصير نورًا للعالم ولا يطيق الظلمة. إن كان الكلمة المتجسد هو "النور الحقيقي"، فإن إبليس باعتزاله مصدر النور صار "ظلمة" يبذل كل الجهد ليجتذب البشرية نحو مملكته، فيحمل سلطانًا عليهم. لهذا دعاه السيد المسيح "سلطان الظلمة" (لو 22: 53). تقوم مملكة الظلمة على غياب النور الحقيقي، حيث تنفصل عن الكلمة الإلهي، فلا تكون لها "الحياة" ولا "النور" ولا "الحق" ولا "السلام"، بل لها أعمال الظلمة من موت روحي وبطلان وكذب وبغضة وانشقاقات وفساد الخ. لا تدرك الظلمة النور ولا تطيقه، لذا تأخذ موقف العداوة منه لعلها تحجز النور عنه. وقد ظنت الظلمة إنها قادرة أن تطفئ شمس البرّ بصلبه، ولم تدرك أنه بالصليب حطمت نفسها، ليشرق شمس البرّ على الجالسين في الظلمة. "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا؛ الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" (إش 9: 2). v "الظلمة" هي الطبيعة التي تحتاج إلى استنارة، أي الطبيعة المخلوقة... يعلن أن الخليقة العاقلة بدون الطبيعة الإلهية هي ظلمة، وهي عاجزة عن أن تلد شيئًا من نفسها وبقدراتها. v يشرق الكلمة على كل الأشياء القادرة أن تستقبل إشعاعه وإنارته. v الابن الكلمة غير معروف عند الظلمة، لأن المخلوق العاقل على الأرض، أي الإنسان، عبَدَ المخلوق دون الخالق (رو 25:1). إنه لم يدرك النور، لأنه لم يعرف الخالق. القديس كيرلس الكبير | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:15 pm | |
| النور يضيء في الظلمة، في هذه الحياة وفي الجسد، والظلمة تطارده، لكنها لن تهزمه. أقصد أن القوة المضادة تثب في عارها ضد آدم المنظور لكنها تصطدم بالله فتنهزم، حتى إذ ننزع الظلمة نقترب إلى النور، عندئذ نصير نورًا كاملاً، أبناء النور الكامل[130]. القديس غريغوريوس اللاهوتي v يقول:"الظلمة لم تدركه"، إذ من المستحيل أن يوجد المسيح مقهورًا، ولا يمكن أن يسكن في النفوس التي لا تريد أن تستنير. لكن لا تضطربوا إن النور لا يضم الكل، فإنه لا يحل بالقسر والإلزام بل برضى الشخص وقبوله يحضرنا الله إليه. لا تغلقوا أبوابكم في وجه هذا النور، فتتمتعون بسعادة عظيمة. لكن هذا النور يحل بالإيمان. وإذ يحل ينير بفيضٍ على من يقبله. وإن سلكتم الحياة الطاهرة اللائقة بالنور يبقي ساكنًا في الداخل بلا توقف، إذ يقول: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي وإليه نأتي أنا وأبي، وعنده نصنع منزلاً" (راجع يو 14: 23). وكما إن الشخص لا يقدر أن يتمتع بنور الشمس ما لم يفتح عينيه، هكذا لا يقدر أحد أن يشترك في هذا النور الأبدي ما لم يفتح عين نفسه ويجعلها حاذقة البصر بكل وسيلة. كيف يحدث هذا؟ عندما تتطهر النفس من كل الأهواء. فإن الخطية ظلمة، وظلمة عميقة، كما هو واضح من أن الناس يمارسونها لا شعوريًا وخفية. "لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور ولا يأتي إلى النور، لئلا توبخ أعماله" (يو 3: 20) "لأن الأمور الحادثة منهم سرًا ذكرها أيضا قبيح" (أف 5: 12). وكما أنه في الظلمة لا يعرف الشخص صديقًا ولا عدوًا، ولا يقدر أن يدرك أية سمة من سمات الأشياء، هكذا أيضًا في الخطية. فالذي يطمع في ربح أكثر لا يميز بين صديقٍ وعدوٍ، والحاسد يحمل عداوة حتى لمن هو ملتصق به جدًا. وواضع المكائد دومًا في صراع مع الكل على السواء… في اختصار من يرتكب الخطية ليس بأفضل من السكارى والمجانين. وكما أنه بالليل يبدو لنا الخشب والقصدير والحديد والفضة والذهب والحجارة الكريمة متشابهة بسبب غياب النور الذي به نميز بينهم، هكذا من يسلك حياة فاسدة لا يميز سمو ضبط النفس ولا جمال الفلسفة (الحكمة)[131]. القديس يوحنا الذهبي الفم v من ينصرف عن النور الحقيقي، أي عن الله، يصير للحال أعمى، ومع هذا لا يشعر بعقوبته وإن كان قد نالها فعلاً[132]. القديس أغسطينوس v يعبر عن شوقنا بالمرتل: "ويل لي فقد طالت غربتي عليّ، فأسكن معهم في قيدار، تقوم نفسي برحلة طويلة" (مز5:120، 6Vulgate). "قيدار" معناها "ظلمة"، والظلمة تمثل العالم الحاضر، إذ قيل لنا: "النور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه" [5][133]. القديس جيروم "كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا" [6]. فعل "كان" هنا في اليونانية يعني "صار" على عكس فعل "كان" في الآية 1 "كان الكلمة"، إذ جاء في صيغة فعل الكينونة، بمعني أنه كائن لا زمني. لم يقل الإنجيلي: "أرسل الله يوحنا المعمدان" بل ركز على الإرسالية ذاتها "إنسان مرسل من الله"، غايتها الشهادة لشخص الكلمة الإلهي بكونه النور المُشرق على الجالسين في الظلمة. v إذا سمعت أن يوحنا مُرسل من الله فلا تظن أنه يتكلم بأقواله، لكنه إنما يتكلم أقوال مرسله، ولهذا ُسمى ملاكًا (ملا 3: 1)، وفضيلة الملاك ألا يقول قولاً من ذاته[134]. القديس يوحنا الذهبي الفم "هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته" [7]. ما يشغل ذهن الإنجيلي يوحنا هو الإعلان عن شخص السيد المسيح، حتى نؤمن به، فنتمتع بالحياة الأبدية نورًا لنا في هذا العالم، ومجدًا في الحياة العتيدة، لذا قدم شهادات كثيرة. فتكرر فعل "يشهد" 33 مرة في هذا السفر، واسم "شهادة " 14 مرة. أما الشهادة فهي شهادة الآب له (5: 31)، وشهادته لنفسه (8: 14)، وشهادة الروح القدس (15: 26)، وشهادة أعمال المسيح له (5: 36)، وشهادة الآباء والأنبياء (5: 39)، وشهادة يوحنا المعمدان (1: 7)، وشهادة التلاميذ (15: 27)، وأيضا شهدت له السامرية والسامريين (ص4) والمولود اعمي الذي أبصر (ص9)، وبعد قيامته شهد توما له. يقول العلامة أوريجينوس أن الصوت شهد للكلمة مقدمًا ست شهادات: ١. شهد عن عظمته إذ يأتي بعده مع أنه الأزلي السابق له، وأنه واهب النعم والمخبر عن الآب (يو ١: ١٥ – ١٨). يرى أن هذه العبارات كلها هي شهادة القديس يوحنا السابق وليس كما يظن البعض أن جزءً منها هو شهادة الإنجيلي يوحنا. ٢. شهادته أمام إرسالية الكهنة واللاويين القادمين من أورشليم (يو ١:١٩–٢٧) ٣. للمرة الثالثة يشهد عن عظمة المسيح موضحًا أنه غير مستحق أن يحل سيور حذائه (يو ١: ٢٦–٢٧) وهو قائم في وسطهم ولم يعرفوه. ٤. شهادته في اليوم التالي أنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يو ١: ٢٩). ٥. شهادته له بعد أن رأى الروح نازلاً ومستقرًا عليه (يو ١: ٣٢–٣٤). ٦. للمرة السادسة يشهد أمام اثنين من تلاميذه أنه حمل الله (يو ١: ٣٥–٣٦)[135]. v لعل قائل يقول: ما معنى هذا؟ هل يشهد العبد لسيده؟!... أقول له ما قاله المسيح لليهود: "وأنا لا أقبل شهادة من إنسان" (يو 5: 34). وإن قلت: فإن كان المسيح لا يحتاج إلى هذه الشهادة فلِمَ أرسل الله يوحنا؟! أقول لك: لم يرسل يوحنا لأن المسيح محتاج إلى شهادته، فهذا تجديف خطير. فلماذا إذن؟ يخبرنا يوحنا نفسه، إذ يقول: "لكي يؤمن الكل بواسطته"… لا تظن أن السبب أن يوحنا المعمدان حمل الشهادة لكي يضيف شيئًا إلى الثقة في سيده. لا، وإنما لكي يؤمن أولئك الذين من ذات طبقته (البشر)[136]. القديس يوحنا الذهبي الفم v لم يفترض الإنجيلي أنه ملتزم بتقديم شهادته وحده عن المخلص، بالرغم من أنها شهادة حقّة، حتى لا يتعدى الناموس (الذين يطالب بشاهدين أو ثلاثة)... خصوصًا وهو يعلن عن أمور تعلو على الإدراك، بل يضم إليه يوحنا المعمدان. v شاع كلام مستتر عند البعض بأن يوحنا المعمدان لم يكن إنسانًا حقيقيًا، بل أحد الملائكة القديسين في السماء، استخدم جسدًا، وأرسله الله لكي يعظ الناس. تعتمد هذه الخرافة على عدم إدراك لما قاله الله: "ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ الطريق أمامك" (مت 10:11؛ ملا 1:3). وخطأ هؤلاء الذين ابتعدوا عن الحق هو عدم فهمهم لمعنى كلمة "ملاك". فمعناها خادم أو رسول، دون تحديد لحقيقة جوهر هذا الخادم. القديس كيرلس الكبير | |
|
| |
Admin
المدير العام
عدد المساهمات : 479 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 06/09/1982 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 العمر : 42 الموقع : ttp://spring-net.7olm.org
| موضوع: رد: تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى الأربعاء أكتوبر 06, 2010 9:02 am | |
| "لم يكن هو النور بل ليشهد للنور" [8]. v فضل المعمدان أن يعيش في البرية بعيدًا عن ترف المدن، وأعلن عن عزمٍ ثابتٍ في ممارسة الفضيلة، وارتقى إلى قمة البرّ الذي يمكن أن يصل إليه إنسان، مما جعل البعض يندهش من أسلوب حياته، بل أن البعض تخيّلوا أنه هو المسيح... تخيّل البعض أنه هو النور نفسه. v قيل عن يوحنا المعمدان: "أقمته سراجًا لمسيحي" (35:5). مع أنه يُقال عن القديسين أنهم نور... لكننا لا نجهل النعمة التي نالوها من "النور". لأن النور في السراج، وليس من السراج، ولا نور القديسين هو من القديسين، بل باستنارة الحق صاروا "نورًا في العالم، متمسكين بكلمة الحياة" (في 15:2-16). القديس كيرلس الكبير v لم يقل يوحنا البشير هذا بلا سبب، ولا كان قوله باطلاً، لكن إذ تحقق عندنا في أكثر الجهات أن الشاهد أعظم من المشهود له وأكثر منه ثقة، فلكي لا يظن أحد في يوحنا المعمدان هذا التوهم أبطل يوحنا البشير في الحال من بداية قوله هذا التوهم الخبيث واقتلعه من أصله، وأظهر من هو هذا الشاهد، ومن هو ذاك المشهود له، وما هو الفرق بين الشاهد وبين المشهود له[137]. القديس يوحنا الذهبي الفم v هكذا كان يوحنا نورًا، لكنه لم يكن النور الحقيقي، لأنه لو لم يستنر لكان فيه ظلمة، لكنه بالاستنارة صار نورًا[138]. القديس أغسطينوس "كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم" [9]. كان هذا التعبير شائعًا بين معلمي اليهود، أن كل إنسان يُولد يرى النور الذي كان محرومًا منه حين كان في رحم أمه. هنا النور يعني الحياة الجديدة، فالطفل المولود أعمى ويُحسب بمولده أنه قد رأى النور، أي انطلق بميلاده إلى حياة جديدة عما كان عليه قبل مولده. هكذا أشرق السيد المسيح بنور حضرته على عالمٍ جديدٍ يتمتع به كل من يُولد روحيًا. يرى القديس كيرلس الكبير أن الإيمان هو السراج، وكلمةالله المتجسد هو النور، إذ يقول: [كلمةالله هو موضوع إيماننا، وهو النور. فالسراج هو الإيمان، إذ كان هو النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسانٍ آتيًا إلى العالم (يو 9:1)[139].] "الحقيقي" تفيد أنه النور الوحيد القادر أن يكشف عن الحق الكلي، ويخبر عن أسرار الإلهيات، فهو نور كامل دائم لا ينقطع. هذا النور الحقيقي وحده قادر أن يدخل إلى معرفة الآب، الإله الحقيقي (يو 17:3). يقدم لنا نفسه الحق الإلهي الحقيقي الكامل، والخبز الحقيقي النازل من السماء، والكرمة الحقيقية حيث نتمتع بالاتحاد معه كأغصان فيه، وبه نصير ساجدين حقيقيين نسجد له بالروح والحق. إنه النور "الذي ينير كل إنسان" [9]، إذ يريد أن الكل يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، هذا من جانبه، إذ لا يريد أن يحجز نفسه عن أحد، لكنه لا يلزم أحدًا بقبوله. لم يقل "قد أنار" بل "ينير" إذ يفيد الفعل حالة استمرار دائم، يبقى باب محبته مفتوحًا على الدوام، بل وينزل إلى كل أحدٍ ليدعوه للتمتع بنوره. فمن حق كل إنسان أن يقبله ويتمتع به. إنه النور الذي من يقبله يتمتع باستنارة إلهية فائقة للعقل، من يرفضه يكون كمن تصيب الشمس عينيه الضعيفتين، فيصير أعمي. "أعمي عيونهم، وأغلظ قلوبهم" (يو 12: 40)؛ وكما قال السيد: "لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمي الذين يبصرون" (يو 9: 39). "آتيا إلى العالم" لا تعود على "كل إنسان" بل على "النور الحقيقي"، إذ جاء الكلمة النور الحقيقي بالتجسد إلى العالم. فالإنارة للبشرية لم تتحقق بإشراقه عليهم من بعيد كما تشرق الشمس على أرضنا، وإنما بحضرته إلى عالمنا وحلوله في وسطنا. v أين هم القائلون إن المسيح ليس إلهًا حقيقيًا؟ لأنه دُعي هنا "النور الحقيقي" والحق بذاته والحياة بذاتها. v إن كان ينير لكل إنسان آتِ إلى العالم، كيف لا يزال عدد كبير لم يستنر بعد؟ لأنه ليس الجميع قد عرفوا سلطان المسيح. كيف إذن يعطي نورًا لكل إنسان؟ إنه يعطي نورًا للكل قدر ما يتقبل الشخص النور فيه. أما الذين لا يرغبون فإنهم يغلقون عيون أذهانهم، ويرفضون أشعة هذا النور، ظلمتهم ليست من طبيعة النور بل من شرهم إذ تحولوا عن النور[140] القديس يوحنا الذهبي الفم v سنصير كالنور باقترابنا إلى نور المسيح الحقيقي. إن تركنا جو الظلمة هذا الذي للأرض وسكنا في الأعالي، نصير نورًاكما يقول الرب (يو9: 5؛ 9:1). أشرق النور الحقيقي الذي يضيء في الظلمة ونزل إلينا؛ إلا إذا انتشرت قذارة الخطية على قلوبنا فإنها تعتم بهاء نورنا[141]. القديس غريغوريوس أسقف نيصص v من كان أصله العدم لا يملك أن يجود، وإنما ينالون أشعة النور الحقيقي الذي يشع منهم عندما يشتركون في الطبيعة الإلهية (2 بط 4:1). وعندما يتشبهون بالطبيعة الإلهية يدعون نورًا، ويصيرون نورًا. v إذا كان الابن هو بهاء (إشعاع) مجد الله الآب لذلك فهو النور الحقيقي. v إذا كان عقل الإنسان يُدعى سراجًا، وهو ما يشير إليه المزمور: "أنت تضيء سراجي"، فكيف يُقال عنا أننا نحن نور؟ لأن السراج يحصل على نوره من مصدرٍ آخر. أما إذا كان الابن الوحيد وحده هو الذي ينير الظلمة التي فينا، فهو النور الحقيقي، وأما نحن فلسنا النور الحقيقي نهائيًا. v إذا لم يكن الابن وحده بالحق هو النور، بل هذا يخص المخلوقات أيضًا، فماذا نقول عما كُتب عنا: "ولكنكم أنتم جنس مختار، كهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب مختار، لكي تختبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب" (1 بط 9:2). فما هي الظلمة التي فينا؟ أو ما هي الظلمة التي كنا فيها، إن كنا نحن بالحقيقة النور؟ v كثيرًا ما أشار الكتاب المقدس إلى السيد المسيح بكونه النور الإلهي أو نور الآب (مز 6:4؛ 11:97؛ 15:89؛ 4:112؛ إش 1:60، 6:42، 5:2؛ يو 35:12-36؛ 1 يو 9:2-10). القديس كيرلس الكبير v لأن هذا النور الذي للشمس المنظورة ينير حتى لأتفه الحيوانات وأصغرها. إذن فالبرّ والحكمة هما النور الحقيقي الذي يتوقف العقل عن أن يراها عندما يسوده ارتباك الغضب كما بسحابة. كما لو أن الشمس نزلت على غضب الإنسان. هكذا أيضًا في هذه السفينة حين يكون المسيح غائبًا، يهتز كل واحد بعواصفه وشروره وشهواته الشريرة[142]. v أشرق الرب يسوع نفسه ببهاء كالشمس. صار ثوبه أبيض كالثلج، أشرق هو نفسه كالشمس، مشيرًا إلى أنه النور الذي يضيء كل إنسانٍ آتٍ إلى العالم. ما هذه الشمس لعيني الجسد، هكذا هو بالنسبة لعيني القلب[143] القديس أغسطينوس | |
|
| |
| تفسير انجيل يوحنا كتابيا كاملا للقمص تادرس يعقوب ملطى | |
|